الغفران

أكثر ما يلفت انتباهى هذه الايام الفكرالانتقامى . ولعل ثقافتنا وتربيتنا ومجتمعنا هم من أدخلوا علينا هذا الفكر. لكنى جُرحت ! وقد أهننى صديقى !! ووالدى ضربنى !!! وربما قتل أحدهم فرد من أفراد عائلتى !!!! كيف أغفر ؟؟
(قبل أن تعرف كيف تغفر لابد أن تدرك انه هناك أعداء للغفران)

العدو الاول : الكبرياء :

وهو قوة هدامة داخلية . تمثل العدو الاول للتسامح . فالكبرياء يستثير الغضب، كلما خمدت جذوته، مدعية أن الانتقام كرامة والتسامح هوان ، ان الكبرياء يبعث فى داخلنا الرغبة فى الثورة من أجل استرداد كرامتنا التى أُهينت . وهيبتنا التى ضاعت، والواقع أن التسامح يزيد كرامة الانسان ويرفع من قدره بل وشأنه .

العدو الثانى : الشيطان :

وهو قوة هدامه خارج الانسان، وهى التى تحرضه على مقابلة الشر بشر والعين بعين والسن بسن .وهى دعوة تلقى صدى كبير عند الانسان الضعيف . (وللعلم) فالشيطان كما يوضحه الكتاب المقدس يريد أن يُشعل الدنيا ناراً وغضباً و حنقاً وكراهية وموتاً . فكيف لا يحارب روح الحب والغفران النابعة من تعاليم المسيح (من ضربك على خدك الايمن فحول له الاخر، ومن أراد أن يأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضا)

العدو الثالث : انتقاد المحيطين :

كثيرا ما يتعرض المتسامح لنقد شديد من المحيطين به. الذين يحرضونه على رد الإساءة، وإظهار القوة حتى لا يصبح ألعوبة فى يد أعدائه ، او حتى لا يدوس عليه الجميع .. وإن لم يستجب المتسامح لهم ، اتهموه بالضعف والجبن وانعدام الشخصية وانعدام الكرامة.

العدو الرابع : عدم تجاوب المسئ :

وهذه عقبة رابعة فى طريق التسامح ؛ فكثيراً ما لا يتجاوب المسئ مع روح الغفران، ولا يستطيع أن يرتفع إلى مستوى المتسامح.

+ عوامل تساعد على الغفران ..

+ حاول أن تجد عذراً لمن أساء اليك .. فقد يكون قد أساء تحت ظروف نفسية قاسية وسيئة، او يكون قد خدعك أحد ونقل له معلومات خاطئة عنك.
+ اهزم كبرياءك .. تذكر أنك بشر ككل البشر . تصيب وتخطئ .وربما أخطأت الى آخريين وأسأت اليهم من قبل بأكثر مما أُسئ اليك .
+ غير فكرك عن التسامح .. المتسامح ليس بضعيف ولا عديم الشخصية ولا يُداس من المجتمع ولا تهدر كرامته . انما هو يملك نضج كافى ووعى، وضبط للنفس، وقوة ارادة، واتساع افق، ونظرة شمولية للحياة .. يجب أن تعرف أيضا ان المظلوم حين يغفر للظالم فانه أكثر منه قوة، بل وأرفع منه شأناً.
+ أطلب من الله قوة للغفران إن القدرة على الغفران لا تدخل فى ملكات النفس، لذلك فنحن نحتاج قوة سماوية تقهر فينا روح النقمة، وتملأنا بروح الغفران.
+اجعل الغفران اسلوب حياتك : أكثر الصلوات التى نصليها (أبانا الذى) بها جملة رائعة وهى .. واغفر لنا ذنوبنا (كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا) . اختار الوحى السماوى فعل مضارع لأننا نغفر اليوم و كل يوم .
+ تذكر انك ان فعلت هذا فإنك حتما ستشابه صورة المسيح .. ففى وسط كل الالامه صلى طالباً المغفرة للذين صلبوه وقتلوه .
+ أغفر ولو كرر الطرف الآخر الإساءة او الاهانة عدة مرات، فعدما سأل بطرس السيد المسيح قائلاً كم مرة يخطئ إلى أخى وأنا أغفرُ لهُ؟ هل إلى سبع مرات؟ قال لع يسوع لا أقول لك إلى سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات.