العمده والكنز

أقترب العمدة من أن يُفارق الحياة، فأرسل خادمه شحته لكي يحضر مجدي الآبن الأكبر ، وسامي الآبن الأصغر كي يتحدث معهما عن أمر هام

شحته : ياجناب العمده، يا جناب العمده أنا رحت للبهوات زي ما أمرتني جنابك
العمده : جدع يا شحته،ها وقالولك ايه ؟
شحته : البيه الكبير مشغول مع مراته بس هيجي بعد ساعة ونص كده، والبيه الصغير عنده شغل بس قالي انه ساعتين وهيجيلك يا جناب العمده
العمده : أنا حاسس اني هاموت يا شحته
شحته : بعد الشر ياعمده، ان شالله انا وانت لأ يا عمده، دا كل البلد عايشه في خيرك
العمده : ربنا يخليك يا شحته، طب بص هات الكتاب اللي عندك دا واطلع بره ولما يجيوا الأولاد ابقى قولي
شحته : أمرك يا عمده، أتفضل الكتاب أهو.. أي أوامر تانية
العمده : شكرا...ولا أقولك هات قلم كمان عشان أكتب حاجات مهمة
شحته : أوامرك يا جناب العمدة

وبعد أكثر من ثلاث ساعات

شحته : يا جناب العمده، يا جناب العمده، البهوات وصلوا
العمده : طب دخلهم ياشحته
مجدي : ازيك يا ابويا، سلامتك
سامي : حمدالله على سلامتك يا عمده
العمده : الله يسلمكم يا ولاد
مجدي : خير يابا عايزنا في ايه؟
العمده : أنا صحتي في النازل يا ولاد، وشكلي مش هكمل شهرين على بعض
سامي : بعد الشر عليك يا عمده
مجدي : متقولش كده يابا
سامي : طب نجيبلك حكيم يا عمده ؟
العمده : لأ، أنا جايبكم عشان أقولكم انا هختار واحد منكم يبقى عمده
مجدي : طب ودا هيحصل ازاي يابا؟
العمده : يوم الجمعة الجايه، تيجوا انتوا الأتنين الدوار هنا، وهيكون معايا مشايخ من أهل البلد وهما يختاروا مين فيكم هيبقى العمده من بعدي
سامي : خلاص يبقى معادنا الجمعة الجايه يا عمده
العمده : ماشي يا اولادي، بصوا لحسن أموت قبل الجمعة، أرفعوا البلاطة دي
مجدي : دي يابا ؟
العمده : لأ اللي جانبيها، هتلاقوا تحتيها 100 ألف جنيه تقسموها سوا أنت وأخوك، وخدوا الكتاب دا كمان، يبقى كده سبتلكوا كل ما أملك
سامي : ربنا يخليك لينا يا عمده
مجدي : ربنا يخليك يابا
العمده : ياشحته، ياشحته
شحته : أوامرك يا جناب العمده
العمده : روح وصل البهوات لبيوتهم وأشغالهم
شحته : أوامرك يا عمده

وهم خارج دوار العمده

سامي : يا مجدي أنا فلوسي ناقصه كده ألف جنيه
مجدي : خد ياسامي، كده حسابك تمام؟
سامي : تمام
مجدي : طب تأخد الكتاب دا ولا لأ ؟
سامي : لا لا أنا مش محتاجه الفلوس أهم
مجدي : ولا أنا محتاجه، طب أقولك اديه لشحته
سامي : ياشحته
شحته : أيوا يا بيه
سامي : خد الكتاب دا ياشحته
شحته : دا كتاب جناب العمده
مجدي : آه خده مش عايزينه
شحته : شكرايا بهوات

مات العمده، قبلما يأتي الجمعة، وآتى اليوم لتنصيب عمده جديد. فوقف كثير من رجال القريه للأختيار مابين مجدي وسامي

مجدي : لكل مشايخ البلد وأهل قريتي، أنا أبويا قبل ما يموت، قالي اني أنا اللي هبقى العمده، ودا طبعا لأني كنت قريب منه، وبحكم أني كنت قريب منه فأنا هاعرف أدير البلد زيه بالظبط
سامي : لكل مشايخ البلد وأهلي، أنا العمده قبل ما يموت قالي اني أنا اللي لازم ابقى العمده، ودا طبعا لأنكم عارفين اني بتاع شغل ومليش في شغل العواطف والكلام دا وأعتقد كل أهل البلد مقربين مني ويعرفوني
شحته : للأسف ولا أنت اللي هتكون العمده يا مجدي بيه ولا أنت يا سامي بيه
مشايخ البلد: ليه ؟
شحته : جناب العمده كتب كده في الكتاب
سامي : انهي كتاب؟
مجدي :الكتاب اللي العمده ادهولنا ؟
شحته : ايوه، العمده كتب ان اللي هيقرا الكتاب دا، هو اللي يستحق يبقى العمده، وكاتب فيه كل أسرار البلد، وكل المشاكل اللي ممكن تقابلنا وازاي نتغلب عليها
مشايخ البلد: يبقى شحته هو اللي لازم يكون العمده

خلاصة من القصة : كثيرا ما نهمل مصدر قوتنا و نصبح جهلة بما يُريدنا الله أن نكون وذلك بسبب عدم قرائتنا لكتاب الله المُقدس، لا أتحدث على أن تكون عمده، لكن أتحدث أن الكتاب المقدس هو كنز الكنوز إن كنت تقرأ في الكتاب فستعرف كيف تكون شبه ليسوع المسيح، إن كنت تهمله، فسترسلك
أمواج الحياة حيثما تشاء الأمواج. عند قرائتك للكتاب وتطبيقه على حياتك، ستفوز بأكبر جائزة ستفوز بنفسك، لن تكون عمده لكنك ستربح نفسك في حياة أبدية مع المسيح، لا تهمل كتاب الله المُقدس