الجملة التي ستكتب على قبرك

تخيلت في مرة أني أزور المقابر القديمة في أي دولة، وتخيلت أني أقف أمام كل جملة مكتوبة على القبور. ثم أتجول في المقبرة واقرأ المكتوب على الشاهد أو بلاطة الضريح بعناية. حيث أن في المقابر القديمة عادة ما يوجد الحجر المنقوش عليه. ثم أحاول أن أعكس صورة للشخص الراقد تحت الحجر .. فقط من خلال المعلومات المنقوشة على هذا الحجر. حتما سأستطيع التمييز أن البعض مات صغيرا والأخر كبيرا، البعض كان متزوجا والأخر لا. البعض حاول أن يعيش حياة لها هدف ...والبعض لا.
وبعد وقت قليل من التخيل أدركت أن الحياة هى رحلة قد تكون قصيرة أو قصيرة جدا جدا، قد نتزوج وقد لا، قد نكون مثل أي انسان عادي، فعند زيارة قبرك (بعد الرحلة القصيرة) فقد لا تجد شئ مكتوب (أو فقط بعض المعلومات عنك) ، لكنك لم تترك بصمتك في التاريخ، غادرت العالم مثلما أتيت، وقد نكون مثل الذين زرعوا للبشر زرعة حب وعطاء، زرعة أمل وذكاء، زرعة بر ورجاء.
أدركت أني يوما ما، ستذكرني الناس بشئ أو لاتذكرني من الأساس، سيذكروني أني فعلت ...... و ........ أو سيذكروا أن حياتي كانت فارغة تماماً، في الأغلب أنهم سيذكرون جملة عن حياتي، حتى لو كانت جملة سيئة.
ولعل أطرف الجمل التي كُتبت على المقابر كانت
كُتب على مقبرة جون سترانج. ((هنا يرقد محامي أمين. وهذا شئ غريب))
كما كُتب على مقبرة ثيرمونت ميريلاند. ((هنا يرقد ملحد. بكامل ملابسه وأحسنها. ولكن لا يوجد مكان يذهب إليه))
وأخيراً كُتب في مقبرة مارجريت دانيال.((كانت دائما تقول أن قدميها تؤلمها بشدة ولكن لم يصدقها أحد))
ولكل إنسان جملة (سواء في التاريخ أو في الكتاب المقدس أو حتى أنت) فمثلاً نأخذ مثالاً من الكتاب المقدس عند ذكرنا لشخصية مثل شمشون، نستطيع أن تقول انه قاضي باع نفسه لشهواته خسر جسده كي تخلص روحه في يوم الدينونة.
وعند ذكرنا يوسف الصديق ، نستطيع أن نقول أنه تحمل الأوجاع، ولم يرضى بالشر، فكانت المكافأة من الله انه أصبح ثاني أعظم رجل في مملكة مصر (الدولة العظمى).
العذراء مريم، أم المُخلص ، قديسة مُطوبة من كل الأجيال...
وفي التاريخ أيضا فعند ذكرنا لتوماس اديسون، فهو مخترع المصباح الذي نستخدمه يوميا، وهو قاهر الفشل.
وإن ذكرنا هتلر، سنقول انه دكتاتور سياسي قاتل !
وهنا أريد أن أسألك سؤال، ماذا ستكون الجملة التي ستقال عليك ؟ وأنا أعتقد أنك تستطيع أن تصيغ هذه الجملة الآن بالطريقة التي تحيا بها. هل حياتك لها هدف؟ أم أنك تحيا بالصدفة. هل تعلم ما هو هدفك في الحياة؟ أم أنك تقوم بردود أفعال لما يحدث معك. هل تلعب في جانب الهجوم؟ أم فقط تدافع عن حياتك.
الجملة الخاصة بك..
وأقدم هنا ملاحظة في غاية الأهمية. في إعتقادي أن (( جملة الحياة )) كل شخص يجب أن تكون فريدة ومعتمدة على شغفه الشخصي وأعبائه وقيمه ومواهبه الروحية والطبيعية وفرصه. وفي نفس الوقت فكل منا ينبغي أن يكون له هدف يدور حول محورين
الوصية العظمى في متى 22 والأعداد من 36 حتى40 أن تحب الرب والأخريين.
المهمة العظمى في متى 28 وعدد 19 أن يكون لكتلاميذ من كل الأمم.
صديقي أختار جملتك من الآن ولا تفشل إن كانت حياتك بلا هدف، أو إن كانت جملة حياتك سيئة فمنذ أكثر من مائة عام، صُدم الكميائي السويدي ألفريد نوبل عند قرأءته لاسمه صباح أحد الأيام في الجريدة في العمود المخصص للنعي. حيث أختلط الأمر على كاتب العمود بينه وبين أخيه الذي توفى حديثا.نعم . يالها من أزمة مُثيرة. لقد كانت لألفريد نوبل الفرصة ليقرأ جملة حياته على الورق! وهنا كان مكتوبا ((ألفريد نوبل، كميائي، لقد مات الثري الذي أخترع الديناميت، وبفضله أعطى قدرة للناس بقتل بعضهم البعض بطريقة فعالة أكثر من ذي قبل)) كانت قراءة هذه الكلمات بمثابة تجربة فتحت عينيه على إسترجاع شريط حياته. لقد كان معروفا باختراعه الديناميت وقتل الجموع.
وبكل وضوح لم يكن يريد أن يتذكره الناس بهذه الطريقة. لذلك قرر ألفريد أن يعمل شيئا. فقام بوضع ثروته جانبا وحدد جائزة لتعطى للأشخاص الذين يقومون بالأغراض السلمية وليس للقتل. ومازالت هذه الجائزة تقدم إلى يومنا هذا وتُعرف بإسم جائزة نوبل. استطاع نوبل أن يغير جملة حياته وارتبط اسمه بالسلام بدلا من القتل.
هل تستطيع أن تضع لحياتك جملة تعيش لها ؟؟؟ وهل تستطيع تغير جملتك السيئة إلى جملة مؤثرة ايجابيا على البشر ؟؟
فكرة المقالة من كتاب صياغة الشخصية