المسيح وابليس
ثاني مواجهة للسيد المسيح في انجيل معلمنا متى، مواجهة من نوع خاص ومشهد خاص بين السيد المسيح والشيطان.
فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا».
فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».
ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ،
وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ»
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ».
ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا،
وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».
حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
بسرعة هحاول نتوقف عند كذا نقطة مهمة في مواجهة من نوع خاص.
النقطة الاولى : طلب الشيطان من المسيح تحويل الحجارة لخبز، طلب غريب صح ؟ وهو دا بالظبط اللي بيطلبه مننا الشيطان في مرات كتير. اهتم بالأكل اهتم بالشرب والمظاهر، مش محتاج أأكد عليك إن السيد المسيح في الوقت دا كان صايم 40 يوم بدون طعام. يعني محتاج للأكل بشكل مش طبيعي، بسلطانه وبقوته وبمعجزاته ببساطة ممكن يعمل كده، لكن الحقيقة الجوهرية اللي بيعلمها لينا إن الحياة مش أكل وشرب لكن كلمة الله هي اللي بتدي حياة. للأسف بنغفل الجزء الروحي في حياتنا بسذاجة شديدة، وبنطلب الجسدي والطعام والفلوس والمظاهر. للأسف بنموت روحيا عشان بعض المظاهر اللي تبين اننا عايشين. شكلنا عايشين لكن جوانا ميت، حقيقي الموت الروحي أسوء شيء واسوء مرحلة ممكن الانسان يعيشها.
النقطة التانيه : طلب الشيطان من المسيح يطرح نفسه من أعلى الهيكل واستند على بعض الآيات الكتابية، كنت بستغرب من استخدام الشيطان لبعض الآيات. لكن فهمت انه عايز يشككني في الكلام أو يخليني استخدم بعض الآيات في غير مكانها. نرجع لمواجهة المسيح، رد المسيح وقال لا تجرب الرب إلهك، مش من المنطقي اني ارمي نفسي أو أحاول اثبات اني قوي أو اني بتبع ربنا، الله مش بيدور على الدعاية والافكار المفرقعة والخارقة عن الطبيعة، عارف انه بيحصل أحيانا، لكن بيكون ليه هدف، مش من الطبيعي انك تتباهى بنفسك او بمعرفتك بالله أو بقدراتك الخارقة. المسيح اللي كان بيملك وليه السلطان معملش كده، هل انت كإنسان محتاج توضح قوتك وسلطانك في اوقات الله لم يطلب منك كده ؟؟
النقطة التالتة : طلب الشيطان ببجاحة أن يسجد له المسيح ويُعطيه ممالك العالم، من المضحك ان تشوف الشيطان بيراهن على حاجات لا يملكها أو يطلب طلبات مينفعش يطلبها، بجح صح ؟ تتفق معايا أكيد !! بس للأسف البجاحة دي مستمرة معانا إلى يومنا هذا، يعني بيطلب مننا طلبات وبيراهن على حاجات، وللأسف احنا اللي بندي له مجال أو فرصة انه يتمادى. اكتر شيء بيبقى بجح فيه ومش بيتنازل عنه انه ياخد وقتك ومجهودك وتفكيرك (السجود له) مقابل المال والممتلكات (ممالك العالم) للأسف احنا بقينا بنفكر بالعين مش بالعقل والقلب، هنعمل ايه بالفلوس بعد نهاية الحياة ؟ ولا شيء أعتقد الكل يتفق معايا. رد السيد المسيح كان الحل للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. السجود لله والعبادة مش مجرد وقت ولا عدد معين من الصلوات اليومية، لكن دا توجهه القلب بطريقة منتظمة لله، أيوه مش مرة أو اتنين او خمسة، لكن طول الوقت عينك على الله طول الوقت بتسجد له وبتعبده طول الوقت في تواصل مع الله، دا اللي يخلي شكل الحياة مختلف.
النقطة الأخيرة والهامة : في كل مرة جرب الشيطان السيد المسيح، كان رد السيد المسيح بيبدأ بكلمة مفتاحية ((مكتوب)). انا شخصيا بأدعي الله وبأصلي اني لما أعدي في وسط تجارب الحياة والإغراءات والضغوطات، تكون عيني مفتوحة على كلمة الله، وأرد على نفسي وعلى ابليس بكلمة مكتوب وافتكر كلام الله لي. أعتقد دا مش هيحصل إلا لو انا يوميا تركت لنفسي فرصة اني أقعد مع الله سبحانه وأقرأ في كلمته المقدسة واللي بتغير حياتي وتحميني في وسط تجارب الحياة.